Admin المدير العام
الجنس : تاريخ الميلاد : 28/02/1981 العمر : 43 الهواية : عدد المساهمات : 304 السٌّمعَة : 0 نقاط : 965 تاريخ التسجيل : 14/03/2012 الموقع : الخرطوم-السودان الساعه :
| موضوع: الزراعة بترول السودان الحقيقي الخميس مارس 22, 2012 11:23 am | |
|
الزراعة .. العمود الفقري لاقتصاد السودان وبتروله الحقيقي الزراعة .. العمود الفقري لاقتصاد السودان وبتروله الحقيقي فى استطلاع سابق مع المغتربين "حول آليات ومعايير البنوك والمصارف في منح النقد الأجنبي" كنت قد وعدت بالعودة لموضوع الزراعة فى السودان، وتدنى صادراتها، وكيف أنها كانت وإلى وقت قريب تمثل العمود الفقري لاقتصاد السودان، والآن كيف أصبح حالها؟؟!! .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أذكر أنه، كانت لا تخلو (تقريبا) أى دراسة قدمت لنيل درجتى الماجستير والدكتوراة فى قسم الاقتصاد الريفي بكلية الزراعة جامعة الخرطوم حتى نهاية عام 1987 (لعدم إطلاعي على مثل هذه الدراسات بعد ذلك) من عبارة إستفتاحية فى مقدمة الدراسة، وشهيرة بين طلاب الدراسات العليا فى القسم، (بعد ترجمتها، وأرجو أن تكون الترجمة صحيحة) بأن "الزراعة هى العمود الفقري لاقتصاد السودان وستظل كذلك حتى ولو أُكتشف النفط وتم استغلاله بصورة تجارية". وهذا ما أكده الواقع، إذ ظلت الزراعة بالفعل ولسنوات طويلة أساس صادرات السودان والرافد الرئيسي لخزينة الدولة بالنقد الأجنبي بنسبة حوالى أكثر من 90%. إلا أن ما حدث لقطاع الزراعة فى السودان مؤخرا، كان مدعاة للأسف وخير برهان على قصر نظر سياساتنا الاقتصادية، وتجاهلها الأخذ بنتائج البحوث العلمية فى الحسبان. إذ ظلت على الدوام نتائج الأبحاث العلمية بعيدة عن إهتمام الساسة، حبيسة الكتب، وأسيرة النسيان بين أضابير مكتبات الجامعات ومراكز البحوث العلمية، وهذه تُعد من إحدى أسباب تخلف ما يسمي مجازا بدول العالم الثالث (وبالقطع منها سودان العزة !!!) وسيرها فى مؤخرة ركب الأمم. بجانب ذلك. وبعد إكتشاف النفط الآيل للنضوب بطبيعته والقيام بتصديره، لم تغفل الدولة الزراعة (بترول السودان الحقيقي) فحسب، بل عملت عن قصد أو بدون قصد (الله أعلم) إلى تدميرها جراء تطبيق حزمة من السياسات فى مقدمتها برامج الخصخصة (كما حدث فى مشروع الجزيرة والمشاريع المروية الأخرى)، وبفرضها الرسوم والأتاوات غير المحتملة على المنتجين، ورفعها لتكلفة التمويل الزراعي، ولعدم تدخلها بأي نوع من إجراءات الحمائية والدعم لقطاع الزراعة لطبيعته التى تحتم ذلك، وذلك حسبما هو متبع حتى على مستوى الدول المتقدمة (وما الخلاف بين دول أوربا وأمريكا فى كل جولات إتفاقية الجات ببعيد عن الأذهان). وفوق كل ذلك لا زالت هنالك ضبابية فى الرؤية وغياب للخطط الاستراتيجية على مستوى المركز والولايات .. بمعني أين نحن وماذا نستهدف فى القطاع الزراعي؟. المحصلة النهائية كانت تدهور الإنتاج الزراعي المتدنى أصلا فى كل ولايات السودان، وتراجعت صادراته إلى مستويات غير مسبوقة، وفقد السودان مركزه وجاذبيته للاستثمار بفضل ما يمتلكه من موارد ضخمة فى هذا القطاع (وأذكِّر هنا بلجوء بعض الدول الخليجية، لمعوقات الإنتاج الزراعي فيها، إلى الاستثمار الزراعي في بلدان مثل أثيوبيا ومصر .. إلخ)، بل كانت الطامة الكبرى بأن بدأنا مؤخرا فى استيراد بعض المنتجات الزراعية، وتتضاءل حلم أن يكون "السودان .. سلة غذاء العالم". وقبيل وبعد ضياع مورد البترول (بلا رجعة .. حسبما أشرت إليه فى الاستطلاع السابق) بانفصال الجنوب، استنتجنا أن الزراعة هى بالفعل بترولنا الحقيقي .. وبدأنا مشروع "النهضة الزراعية" (المختلف عليها)، ونحاول الآن جاهدين الرجوع إلى ما قبل دخول البترول فى قائمة صادرات السودان .. عملا بالمقولة الشعبية "التاجر لما يفلس يراجع دفاتره القديمه"، أو بالمثل الشعبي القائل "حليمة رجعت لى قديمها". فهل من فرص لهذه العودة ؟ .. قطعا .. نعم .. ولكن! .. كم تُرى ستكون تكلفة هذه العودة؟!! والأهم .. من سيتحملها؟. د.توفيق الطيب البشير
| |
|